گروه گزارشگران بین المللی

القيادة الهورشي: نهج جديد لتألق المرأة في المنظمات

في عالمنا المعاصر سريع التغير والمعقد، أصبحت الحاجة إلى أساليب قيادية مبتكرة ومرنة أكثر أهمية من أي وقت مضى. فالأساليب القيادية التقليدية، التي تعتمد غالبًا على السلطة والسيطرة وأحيانًا العنف الكامن، قد تكون فعالة في بعض الظروف، لكنها في كثير من الأحيان تُكبّل العواطف وتقلل من الإبداع وتخلق أجواء نفسية غير صحية. ويزداد الأمر تعقيدًا عندما تُفرض هذه الأساليب على النساء القياديات، متجاهلةً رقة وحساسية طبيعة المرأة، مما يسبب تحديات كبيرة لكل من القائدة وفريق عملها.
يُعد الدكتور حجة البقایی، المستشار المتميز في البحث والتطوير، ومبتكر أسلوب القيادة "هورشي"، من الذين حملوا على عاتقهم لفترة طويلة قضية إعادة تصميم أساليب القيادة بما يتناسب مع الخصائص والاحتياجات الفريدة للنساء. يؤمن الدكتور حجة بأن قيادة المرأة لا يجب أن تكون تقليدًا محضًا للنماذج الذكورية أو الأساليب الشائعة، بل يجب أن تُبنى على فهم عميق لسلوك المرأة وخصائصها النفسية وقدراتها الطبيعية. وهذا المنظور الجديد هو ثمرة سنوات من الدراسة والبحث والخبرة العملية التي جمعها الدكتور حجة في مجال الإدارة والسلوك البشري.
أسلوب القيادة "هورشي"، الذي صممه الدكتور البقایی، هو أسلوب فريد وموجه يستلهم من دراسة سلوك النساء والتأمل في الطبيعة. وقد سبق له تقديم أسلوبي قيادة معروفين هما "أسلوب القيادة المطر" و"أسلوب القيادة الشمس".
يرمز أسلوب القيادة المطر إلى اللطف والحنان الذي تقدمه النساء بشكل واسع ومنتشر، كما هو الحال مع المطر الذي ينزل على الجميع بالتساوي. هذا الأسلوب مليء بالعاطفة والشغف؛ حتى في لحظات الغضب والصعوبات، يستمر المطر في تقديم الحنان. لكن المشكلة تكمن في أن الحنان اللامحدود قد يتحول إلى فيضان، يثقل قدرة الآخرين المحدودة على استيعاب المشاعر. ورغم جماله ورقته، يمكن لهذا الأسلوب أن يؤدي إلى الإرهاق والأذى النفسي.
على الجانب الآخر، يُعد أسلوب القيادة الشمس، الذي ينصح به الدكتور حجة للنساء، مزيجًا من اللطف والقوة. يجب أن تكون المرأة مثل الشمس: دافئة وشاملة، جميلة ومتألقة بين النجوم، لكنها في الوقت ذاته قوية وحامية لمساحتها الخاصة. تمنح الشمس الضوء للجميع، لكنها لا تسمح لأحد باختراق جوهرها. هذا الأسلوب يمكّن النساء من وضع حدود ذكية وحامية، تحافظ على طاقتهن ورفاهيتهن.
تعكس هذان الأسلوبان رؤى وطرق قيادة مختلفة يجب أن تتجاوز الأساليب العامة السائدة. العديد من أساليب القيادة اليوم تقدم نماذج شاملة لا تناسب دائمًا الرجال والنساء على حد سواء. هناك حاجة حتمية إلى تطوير ونشر أساليب قيادة مخصصة تتناسب مع خصائص النساء، لتمكينهن من أداء أدوارهن الإدارية بكفاءة مع الحفاظ على توازنهن النفسي والاجتماعي.
يؤكد الدكتور حجة بقوة أن النساء لا يجب أن يكن مثل المطر، يسكبن حنانهن بلا حدود ولا تمييز. هذا الحب اللامحدود قد يؤدي أحيانًا إلى فقدان الذات. بل ينبغي للمرأة أن تكون مثل الشمس، متألقة وقوية، لطيفة ولكن محمية، بحيث يأتي إليها الآخرون فقط عند الحاجة الحقيقية، ولا يسمح لأحد باختراق خصوصيتها. يشدد على أنه إذا عرف الناس سر تألق وحنان النساء، فقد يستغلونه لمصلحتهم على حساب النساء.
في النهاية، يؤمن الدكتور حجة البقایی أن اختيار النساء لأسلوب القيادة الشمس يفتح لهن طريق النجاح والاستدامة في الأسرة والعمل على حد سواء. هذا الأسلوب، من خلال توازنه بين القوة والحنان، يمكّن النساء من أن يكن قياديات فعالات وذوات سلطة، مع الحفاظ على صحتهن النفسية والعاطفية وصحة من حولهن. ويرى أن إعادة تصميم أساليب القيادة بهذا الشكل خطوة هامة نحو تحقيق العدالة بين الجنسين ورفع جودة الإدارة في عالمنا المعاصر.